بوعشرين: الجنس مقابل الغذاء

 

بمجرد الحكم على توفيق بوعشرين، صاحب فضيحة القرن، كما يحلو للبعض تسميتها بالنظر إلى خطورتها وطبيعة جرائمهما وتعدد ضحاياها، خرجت علينا بعض الأصوات النشاز، مروجة لشعار غريب، وهو أن “الصحافة ليست جريمة”، كما لو أن بوعشرين أدين وحكم بـ 12 سنة سجنا نافذا، من أجل مقال كتبه، أو رأي عبر عنه.

لقد ظل بوعشرين يمارس هوايته في صيد الأفاعي سنوات عدة، ولم يكن ليتعرض لأي سوء او مكروه، باستثناء بعض المحاكمات العادية في إطار قانون الصحافة، شانه في ذلك، شان جميع الصحافيين.

إلا أن قضية اليوم ليست بقضية صحافة أو إعلام، ولا مسألة حرية رأي أو تعبير، بل فضيحة أخلاقية مدوية، ما كان لها أن تتحرك أمام القضاء، لولا وجود أدلة وحجج قوية ودامغة، لا يقبلها الشك، أو التفنيد.

السؤال المطروح اليوم على هذه الأصوات، هو ماذا يمكن أن نسمي صحافة بوعشرين؟ 

هل صحافة الكنبة أم صحافة الجلسات الحمراء وقد تكون أحيانا سوداء، وفق قصص التعذيب البشعة التي تحكيها المشتكيات! أم صحافة استعباد الصحافيات الشابات واتخاذهن جوار؟

بوعشرين لم يفكر يوما في أنه سيقف خلف القضبان الحديدية، وهو صديق الوزير والمقرب جدا من رئيس الحكومة، والمدافع عن تحركات أعضاء العدالة والتنمية، يبرر زلاتهم، فعاث في الأرض فسادا، واستباح عرض وشرف النسوة، واستغل حاجتهن، فدخل في معادلة الجنس مقابل الغذاء…!

فإما أن ترضخ له الصحافية وأن تسلمه جسدها الغض عن طواعية، وإما يطردها من العمل، شر طردة، كما فعل مع أخريات في سنوات سابقة، رفضن الخضوع لنزواته الجنسية المريضة.

ويبقى السؤال الحارق، هل الصحافة المهنية، هي من تدوس على كرامة الضحية وتمجد الوحش الجلاد؟! 

بوعشرين خرج من صورة الحمل الوديع، وحارس معبد الفضيلة، ليكشف عن حقيقته الهمجية العدوانية، وأمراضه الجنسية.

 

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني