بعد دحره للإرهاب.. جهاز الديستي يضرب بقبضة من حديد في جريمة "لاكريم" ويؤكد مكانته كرقم صعب في المعادلة الأمنية العالمية

 

كما وسبق لموقع “كواليس اليوم” أن أشار عشية جريمة اغتيال ابن رئيس محكمة الاستئناف بمراكش، الطالب بكلية الطب، في مقهى “لاكريم” بالحي الشتوي بمراكش، كانت أجهزة الأمن والاستخبارات الوطنية في الموعد، كما عودت المغاربة دائما، ونجحت، صبيحة اليوم السبت، في الكشف عن آخر خيوط الجريمة البشعة التي تم تنفيذها بمسدس، وأوقفت شخصين جديدين من منفذي الجريمة، وهما هولنديان، حلا بالمغرب، خصيصا من أجل القيام بهذا الفعل المافيوزي الغريب عن المجتمع المغربي.

فبعد نجاح مصالح المديرية العامة لإدارة مراقبة التراب الوطني، الديستي، في دحر الإرهاب والخلايا الإرهابية منذ سنة 2003 إلى اليوم بالمغرب، وإحباط كل مخططاتها الدموية، وتوقيف الآلاف من المتطرفين والتكفيريين والزج بهم في السجون اتقاء لشرهم، أبدت هذه المديرية، ومصالحها التابعة، صلابة غير مسبوقة في التعاطي مع الجريمة المنظمة وتطورها، والتي لم يعد يخل منها بلد من البلدان، بما فيها البلدان القوية، من قبيل أوربا وأمريكا، التي عجزت عن إيجاد وصفة القضاء عليها إلى اليوم، رغم كل الإمكانيات والموارد التي تتوفر عليها.

قوة الأجهزة الأمنية صارت رقما صعبا في المعادلة الأمنية العالمية، فالتحريات والأبحاث الدقيقة والمعمقة التي تمت مباشرتها منذ اللحظات الأولى لوقوع جريمة الاغتيال البشعة، انتهت في الساعات الأولى بتوقيف 6 مشتبه فيهم، قبل أن تتواصل الأبحاث والتحريات، لتنتهي بكشف كافة ألغاز الجريمة، وتوقيف الهولنديين الاثنين، وجمع كل القرائن والأدلة على المتهم الرئيسي، الذي يظهر أنه دفع أموالا مهمة، من أجل تنفيذ جريمة اغتيال بمدينة مراكش، والتي لا يزال البحث جاريا للكشف عن الشخص الحقيقي المستهدف منها، هل الشاب القتيل، أم صاحب المقهى كما يروج، أم شخص آخر.

عملية اليوم لجهاز الديستي، تعتبر نتاجا طبيعيا للإستراتيجية الأمنية المحكمة التي تباشرها مصالح جهاز الديستي، والتي تقوم على التدخل بنجاعة ومهنية وأبحاث عميقة، أظهرت فعاليتها بعد أن تمكنت مختلف الأجهزة الأمنية المغربية من دحر كل المشاريع الارهابية ومخططات الجريمة المنظمة التي تحاول تغيير أساليب عملها باستمرار من أجل اختراق المغرب وضرب السلم والاستقرار الذي ينعم به.

كل المحاولات الإجرامية التي تستهدف المغرب، سواء كانت من طرف التكفيريين أو مافيات الجريمة المنظمة، باتت تصطدم بيقظة أمنية كبيرة للمخابرات المغربية التي يقودها عبد اللطيف حموشي بحنكة كبيرة.

  

وفي ما يلي، تفاصيل بلاغ مديرية الأمن الوطني، حول عملية اليوم، نعيد نشره لكل غاية مفيدة:

 

أسفرت الأبحاث والتحریات المتواصلة التي تجریھا المصلحة الولائیة للشرطة القضائیة بمراكش والفرقة الوطنیة للشرطة القضائیة، بتنسیق مع مصالح المدیریة العامة لمراقبة التراب الوطني، تحت إشراف النیابة العامة المختصة، في قضیة القتل العمد باستخدام السلاح الناري، عن توقیف مواطنین ھولندیین، أحدھما ینحدر من جمھوریة الدومینكان والثاني من جمھوریة سورینام، وذلك للاشتباه في ضلوعھما في التنفیذ المادي لجریمة القتل العمد ومحاولة القتل التي استھدفت ثلاثة ضحایا بمقھى بالحي الشتوي بمراكش. 

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم السبت، أن عملیة التنسیق المنجزة في إطار التعاون الأمني الدولي، أوضحت أن للمشتبه فیھما سوابق قضائیة عدیدة، وارتباط مباشر بقضایا الاتجار الدولي في المخدرات، والاختطاف واحتجاز الرھائن والمطالبة بفدیة مالیة، والسرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد. 

كما أكدت التحریات المیدانیة، يضيف البلاغ، بأنھما ولجا المغرب قبل أسبوع تقریبا، وكانا یقطنان بفندقین أحدھما یوجد في مقابل المقھى مسرح الجریمة، وأنھما ر صدا في أربع مناسبات داخل ھذا المحل العمومي وفي محیطه، فضلا على أن أحدھما حاول الفرار عند توقیفه من طرف مصالح الأمن الوطني. 

وأضاف المصدر ذاته أن إجراءات عرض المشتبه فیھما على الشھود، بمن فیھم مالك المقھى والنادل وزبونین، سمحت بالتعرف علیھما انطلاقا من مجموعة من العلامات التشخیصیة التي تمیزھما، خصوصا ظفیرة الشعر والھیئة الجسمانیة، كما مكنت التحریات المیدانیة من رصد توقف السیارة التي كانا یؤجرانھا لأكثر من أربع ساعات بالقرب من مكان إضرام النار في الدراجة الناریة والسلاح المستخدم في الجریمة، قبل أن تتحرك من مكانھا بعد ارتكاب الجریمة بوقت وجیز، وھو المعطى الذي أكده شاھد عیان بعدما أوضح أنه رصد المشتبه فیھما بالقرب من مكان إضرام النار في وسائل تنفیذ الجریمة. 

أما بخصوص عملیات التفتیش وتحلیل الآثار التكنولوجیة بحاسوب محمول في ملكیة أحد المشتبه فیھما، فقد أشار البلاغ إلى أنها مكنت من رصد اھتمامه بالأسلحة الناریة الفردیة، بحیث قام بعدة أبحاث وتقصیات في شبكة الأنترنت على نوع محدد من الأسلحة الفردیة، وھو نفسه السلاح المستخدم في ملمترات. ارتكاب جریمة القتل بمدینة مراكش، وھو عبارة عن مسدس من نوع “كلوك” من عیار تسع. 

وقد تم، حسب البلاغ، الاحتفاظ بالمشتبه فیھما الأجنبیین، البالغین من العمر 29 و24 سنة، تحت تدبیر الحراسة النظریة رھن إشارة البحث الذي تشرف علیه النیابة العامة المختصة، وذلك في انتظار التوصل بنتائج باقي الخبرات التقنیة والبیولوجیة والبالیستیكیة التي یباشرھا مختبر الشرطة العلمیة والتقنیة التابع للمدیریة العامة للأمن الوطني.

وأضاف المصدر نفسه أن إجراءات التنسیق الأمني الدولي لا زالت متواصلة لتوقیف المحرض الرئیسي على ارتكاب ھذه الجریمة، والذي تبین أنه یشكل موضوع أوامر دولیة بإلقاء القبض صادرة عن المملكة المغربیة لتورطه في الاتجار الدولي في المخدرات، ومبحوث عنه من طرف دولة أوروبیة لضلوعه في جریمة القتل العمد، كما یجري التحقق من تواجده حالیا بجمھوریة الدومینكان، والتي ینحدر منھا أحد المشتبه فیھما الأجنبیین الموقوفین في إطار ھذه القضیة

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني