من أين للعنصري بالتضامن مع "الحراك العروبي" في الجزائر

 

دخلت صفحات فايسبوكية تحركها خفافيش الظلام الانفصالية المؤججة لأحداث الريف، على خط الثورة الجزائرية المباركة، ضد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للعهدة الخامسة٠

وإذا كان خروج الجزائريين عن بكرة أبيهم في حراك شعبي غير مسبوق ولا مثيل له منذ بداية تسعينات القرن الماضي احتجاجا وتنديدا بمحاولة الجنرالات فرض رئيس منتهي الصلاحية عليهم، لكي يبقوا خلف الستار يديرون ملفات البلاد بسياسة دكتاتورية براغماتية مصلحية ضيقة، فإن الغريب حقا هو ما دخل الانفصالي الحقود، ناصر الزفزافي، في شأن داخلي لدولة شقيقة، وهو صاحب القولة الشهيرة “الاستعمار الإسباني أرحم من الاستعمار العروبي”٠

فالربيع الجزائري عروبي يا زفزافي، هذا إن كنت أنت فعلا من دبج الرسالة أو أوحى بها، مع أن الأسلوب الذي حررت به، لا يمكن للزفزافي أن يكتب به، لما نعلمه عن تواضعه الفكري والعلمي والثقافي٠٠ 

وحتى إن كان في الحراك الجاري في الجزائر منذ أيام احتجاجا على الدكتاتورية، أمازيغ من القبايل وغيرهم، فإن هذا لا يشفع للزفزافي، المعتقل في إطار جرائم جنائية خطيرة يحاول أن يصبغها بطلاء معتقل الرأي، فهذا مما لا يمكن أن يجوز على إخواننا الجزائريين، الذين تسري فيهم دماء العروبة القحة، ولا يقبلون بأن يتحولوا إلى كراكيز في أيدي جهات خارجية، تسعى بكل ما أوتيت من قوة، ومكر، ودهاء، لإحداث الوقيعة في البلدان العربية، وإضرام نيران الفتنة بين أبنائها، على غرار ما فعلته هذه الجهات الخارجية المعروفة في سوريا وليبيا والعراق وتونس وغيرهما٠

إن الزفزافي في الزنزانة، ويخضع لإجراءات تفتيش ومراقبة مشددة، فكيف به أن يبعث رسالة تحريضية بكل أريحية إلى من أسماه “الشعب الجزائري العظيم”، وهو الذي لا يمتلك حتى حريته٠

إن الواقفين وراء الرسالة، ليسوا سوى دعاة للفتنة، دأبوا الركوب على أي حدث أو قضية اجتماعية، من أجل تسييسها وتهويلها وتحويلها عن مسارها الحقيقي٠٠ تماما، مثلما فعلوا في أحداث الريف، حيث تحولت المطالب الاجتماعية البسيطة، بقدرة قادر، إلى هيجان واحتقان، واعتداءات على القوات العمومية وجرائم تخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، وكان هذا هو رهان الجهات الخارجية، لولا حكمة ويقظة وفطنة السلطات المغربية، التي انتبهت بشكل مبكر إلى الكمين الذي كانت الجهات الخارجية تحاول استدراجها إليه، فتعاطت ببرودة دم وهدوء أعصاب مع احتجاجات استمرت تسع شهور، ولم تتدخل، إلا بعدما فقد المرتزقة أعصابهم، بعد فشل كل خططهم الاستفزازية، فهاجموا المساجد، وخططوا لإدخال الأسلحة النارية إلى أرض الوطن٠ 

لعبتكم مكشوفة، يا من تقفون وراء رسالة الزفزافي وتأكلون الثوم بفمه٠

 

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني