لا تتفاجأ عزيزي القارئ.. من دفاع الريسوني عن الملك !!!

عزيزي سليمان الريسوني، تحية طيبة وبعد،

لا أدري ما إذا كانت عزتك بنفسك، ونشوتك، من مقالك حول “الصحافة، والحموشي، والملك”، ما تزال تدغدغ أعطافك كأي صبي مزهو ومُختال بلُعبته الجديدة، أم أن مفعول مقالك هذا قد انتهى، كما تنتهي صلاحية كل شيء تقريبا في الصحافة المكتوبة، بعد 48 ساعة على نشره.

أقول هذا وقد لمست منك اهتماما شديدا بمقالتك الأخيرة والاحتفاء بها من خلال مشاركتها في مجموعات فايسبوك وواتساب عدة بالكثير من الحماسة.. لن أستكثر عليك رغبتك في الترويج بكل تلك الأهمية وكل ذلك الحرص الشديد لهذا الجهد “الإعلامي”.. فأنا أعرف أن مقالك هذا ليس ككل المقالات التي تكتبها تحت “الطلب”، أو بما يأتيك من تحت “الطبلة”.. لا فرق.. أدرك أنه من المقالات التي تريدها أن تصل إلى أكبر قدر من الجمهور.. حتى ولو دفعت عنه الكثير من العملة الصعبة ليتصدر لائحة “الصبونصوريزي”.

لقد عثرت على مقالك، الذي عنونته بـ”انتقاد الأمن”، صدفة، والذي راقني وأعجبني، بالمناسبة، أسلوبك في بعض ما حررته، ولم ترقني أو تعجبني مهنيتك، أو بالأحرى دقتك وموضوعيتك في ما تناولته.

لقد تساءلت في مقالك هذا «لماذا تتحرك صحافة السلطة بشراسة عندما يُنتقد الحموشي والمؤسسة الأمنية، ولا تفعل الشيء نفسه، وبالحماس ذاته، عندما يكون الملك هو المستهدف بالنقد؟». 

طيب، عزيزي الريسوني، هل تدرك أنك أنت الآن هنا تتبنى سؤالا تُشتم منه رائحة المكر والدهاء، مع أنك تعترف وتقر بعظمة لسانك بأنه ليس رأيك، كما قررت توصيف السؤال لتعلن عن قصور دماغك في التمييز ما بين سؤال يبحث عن إجابة لأمر ما، وبين رأي يُطلق للتعبير عن موقف ما؟ 

لا عليك، لنُسلم معك بأنه سؤال، فهل تسمح لي بسؤالك عما إذا كنت مقتنعا بصواب هذا الرأي، عفوا، السؤال، وموضوعيته، ودقته؟

هل ترى فعلا أن الصحافة تدافع عن الحموشي أكثر من الملك؟ وما هي معطياتك وأرقامك، عفوا، معطيات وأرقام زميلك المزعوم الذي نقل هذا السؤال إليك ممن وصفته بـ”رجل دولة مقرب من القصر”؟

وهل لديك إحصائيات دقيقة عن هذا الكلام، أم أنك فقط، تسعى إلى “تعمار الشوارج”، مع كامل الاعتذار للقراء عن هذا التعبير السوقي.

لم يسبق لي في مساري المهني الذي يُقارب 20 سنة، أن سمعت رجال دولة مقربين من القصر ينطقون بمثل هذه الأسئلة الملغومة على صحافيين لا يمكن ائتمانهم على الأسرار الحساسة، وأنت سيد العارفين، فما بالك بـ”زملاء الريسوني”.

إذا كنت صريحا السيد الريسوني، فسأكون أنا أيضا معك من الصرحاء: لقد تحدثت في مقالك الأعجوبة، عن دفاع ما تسميه “الصحافة المخزنية” عن الحموشي أكثر من ملك البلاد. وبصرف النظر عن وقوعك في الخطأ وإطلاقك الكلام على عواهنه لغاية في نفسك لن تقضها، فإنني أريدك أن تحافظ على هدوء أعصابك، وتجبني، بصراحتك، إن كنت من الصادقين، عما إذا كان الهدف من هذا الكلام هو غيرتك وحبك لملك البلاد، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

لن أنتظر ردك، لأنني أعرف أنك جبان ولن تكون لك الجرأة على الجهر بالحق.. يكفيك أن تستمر في الكذب، وتبحث عن أي قشة تخدش بها سمعة دولة ورجالات دولة، وتحاول، بعبث الصبيان عديمي الخبرة في الحياة والتجربة، أن تحدث الوقيعة بين الملك والحموشي.. بهذه المحاولة البئيسة، تثبت مرة أخرى لمن يفهم قليلا في سياسات الأنظمة، أنك أغبى مما يُمكن تصوره، وأنك ما تزال في حاجة إلى الكثير من الفهم والمعرفة، قبل أن تفكر في كتابة مقال من هذا الصنف.

لن أزيد شيئا عما قلته حول هذا الموضوع، فسطوري تحمل الكثير من المغازي والعبر، يمكنك الرجوع إليها، والتأمل فيها وفي ما وراءها. ولكنني سأقول لقرائي لا تتفاجؤوا، من دفاع السيد الريسوني، عن الملك.. 

ومتى كان آل الريسوني من المُخلصين الأتقياء للمؤسسة الملكية !!!

وعندما يدافع السيد سليمان الريسوني عن الحياة الخاصة للأفراد، فنحن نتفهم، في هذه الحالة بالذات، دوافعه، وندرك المغزى الخفي الذي يُحركه، قبل أن ينطق..

 نعم يا سيد ريسوني، لقد فهمتك قبل أن تنطق.. فهل أنطق؟ 

نعم سأنطق، وإليك البيان التالي:

صيف السنة الماضية، تم توقيف إحدى قريبات السيد الريسوني، وخليلها آنذاك، الباحث السوداني، وهما داخل عيادة طبية مختصة في عمليات الإجهاض سرا.

لا  شك أن قُرائي انتبهوا إلى أنني تفاديت ذكر اسم هذه السيدة.. نعم، لم أذكر اسمها، فالجميع يعرفها ويعرف تفاصيل قضيتها، ليس خوفا من مقاضاتنا بتهمة التشهير وهي التي “أُحصنت” بعد إجهاض جنينين، ولكن حتى لا نُقذف ونُرمى، باطلا، بالسعي إلى مزيد من النكاية والتشفي.

حجزت المصالح الأمنية كل الدلائل، بما فيها متعلقات السيدة المعنية، في غرفة العمليات، وكذا بقايا من دمائها وأحشائها، وقطعا من اللحم الأحمر الهش، اتضح لاحقا أنها بقايا الجنين الذي تم الفتك به في الرحم، دون رحمة ولا شفقة. 

كما تم حجز المبلغ المالي الذي دفعته هذه السيدة للطبيب مقابل إجراء العملية، وقدره 3500 درهم، والذي أقرت مستخدمة الاستقبال في عيادة أكدال بأنها تسلمته من السيدة الموقوفة ومرافقها، مقابل عملية إجهاض الجنين.

وإذا كانت قريبة السيد الريسوني قد غادرت السجن هي ومن معها بعد التدخل الإنساني من ملك البلاد، بعد علمه بأن العشيقين يستعدان للزواج على سنة الله ورسوله، وأنهما مستعدان للتكفير عن خطيئتهما، فإن السؤال الذي ما يزال مطروحا على أكثر من لسان، هو ما الذي يجعل فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، تعاشر، خارج أي علاقة زوجية، سودانيا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها جل أفراد أسرتها بمن فيهم أحمد وسليمان الريسوني؟ !!

وحتى عندما حبلت منه، لماذا لم يبادرا إلى التغطية على هذا الجرم البغيض إلى الله عز وجل، بتوثيق عقد زواجهما من تلقاء ذاتيهما، وليس قبل أن يجدا نفسيهما في السجن، مثلما يفعل معظم الشباب المخطئ؟

ثم ما جريرة هذا الجنين أصلا، حتى يُغتال في الرحم بكل تلك الوحشية وقسوة القلب؟ ما دمتما كنتما من العازمين على الزواج؟ 

علما أنها ليست المرة التي تجهض فيها هذه السيدة جنينا.

هذه هي القضية التي ما تزال تثير أحقاد السيد الريسوني، وتدفعه دفعا إلى تحرير مقالات تقطر حقدا وكراهية تجاه أجهزة الأمن الوطني.. هذا كل ما في الأمر، بكل بساطة، وموقع “اليوتيوب” ما يزال يحتفظ بصراخات وشتائم السيد الريسوني، وشرارات الغضب تتطاير من ملامحه، عشية توقيف قريبته متلبسة بالجرم المشهود، ويُدافع عنها، مثل أخيه الأكبر أحمد الريسوني، بعبارات تكاد تعطيها قداسة السيدة مريم العذراء.

وأخيرا، أقول لك، بالصحة “التمخميخة” على هاد المقال.. لأنني أعرف جيدا أن كل ما تكتبه، وما يكتبه غيرك من أعداء الله والوطن، هو جزء من حملة شرسة وممنهجة، تنسج خيوطها من الخارج، وبالضبط، ديك “المنظمة” اللي على بالك، ويدبر أمرها بليل من قبل من شاكلوك في الحقد على الدولة ومؤسساتها.

بقلم: محمد البودالي

 

 

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني