كورونا تفضح المغاربة: انتهازية و”لهطة” واحتكار بغيض!!!

زربي مراد
في الوقت الذي تجند فيه مواطنو شعوب الدنيا وشمروا عن سواعدهم، كل من جانبه، لمواجهة وباء كورونا المستجد، ضاربين مثالا بارزا في الإيثار ونكران الذات، أبى كثير من المغاربة إلى أن يسبحوا عكس التيار، ضاربين مثالا للأنانية وحب الذات، مع العلم أنهم مسلمون ودينهم الحنيف ينهاهم عن هكذا سلوكات مذمومة، ويدعوهم للتعاون وأن يحبوا لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم.
فعندما أصبح فيروس “كورونا المستجد” على بعد كيلومترات قليلة من المغرب، لم يتوانى بعض “الشناقة” في استغلال الظرفية من أجل تحقيق الأرباح، حيث عملوا على احتكار الكمامات الواقية من الفيروس وإعادة بيعها بأثمنة خيالية.
و لم يرقب “الشناقة” الانتهازيون في إخوانهم وبني جلدتهم، إلا ولا ذمة وتاجروا في معاناتهم، بأن ابتاعوا الكمامة الطبية الواحدة بخمسة دراهم فقط، قبل أن طرحوها بمبالغ خيالية، مستغلين الإقبال الكبير عليها نتيجة حملات التخويف والتهويل الإعلامي من هذا الوباء.
و واصل المغاربة العزف على وتر الاستثناء السلبي في التعامل مع الوباء القاتل بعد وصوله للبلاد وبدأ تساقط العباد، حيث اجتاحت منصات مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية حول فيروس “كورونا، بعد تسجيل المغرب لأول حالة إصابة بالفيروس لمواطن عاد من إقامته في إيطاليا، وفي ذلك عدم احترام لأهالي المصاب ولا اعتبار لظروفهم الصعبة.
و الأكثر من ذلك، فقد تطور الأمر إلى انتقال بعض المواطنين إلى المستشفى الذي استقبل أول حالة إصابة بالفيروس لمشاهدة “المشهد”، مع العلم أن الأمر يتعلق بفيروس فتاك خلق خوفا ورعبا عند الناس حول العالم، ومن تم فإن الإنسان يضر بنفسه من حيث يدري أو لا يدري، ويهدد مصيره بأكمله.
و اليوم، وحتى والضحايا يتساقطون تباعا في أقوى الدول وأكثرها تقدما وتطورا، وحتى والموت يحيط بنا من كل جانب ولا يدري المرء كم بقي له من العمر ليعيشه وإن كان سينجو أم يكون من الهالكين، خلقت فئة كبيرة من المغاربة ازدحاما شديدا وتدافعا جنونيا بمراكز التسوق لاقتناء المواد الغذائية خوفا من نفاذها، كما لو أن هؤلاء ضمنوا البقاء أحياء وينقصهم فقط الأكل والمشرب أو أن ما اشتروه سيكفي لمدة طويلة كافية لتذهب الكورونا لغير رجعة.
إن هؤلاء الذين لا يكادون يفقهون حديثا، ولا يحيدون على منطق “أنا وبعدي الطوفان”، كان عليهم أن يحدو حدو أصحاب الفكر السليم والعقل النير، وليتسابقوا على اكتشاف الدواء للداء ماداموا أحرص على الحياة لهذه الدرجة، وليس اتباع شهوة البطن التي لن تمنع المصير المحتوم في حال أصابتهم مصيبة الكورونا.
و لعل ما يثير الاستغراب حقا، أن لا يتساءل هؤلاء الناس عن مصير إخوانهم إذا ما اشتروا كل تلك المواد الغذائية، أوليس هذا وقت التضامن والتعاون والتكافل والتآزر وتقديم العون والمساعدة امتثالا لتعاليم ديننا الحنيف ولما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”؟!.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني