حب الوطن ليس أغنية!!!

زربي مراد

لطالما شنفوا مسامعنا بأغاني عبروا من خلالها عن حبهم للوطن، وكثيرا ما أبدوا استعدادهم للتضحية من أجل الوطن بالغالي والنفيس وهم يستفيدون من خيراته ويلقون دعما غير مشروط من أبناء هذا الوطن.
و دارت الأيام، واحتاج الوطن لأفعال تتجاوز التغني به إلى ما هو واقع وملموس في ظل الظرفية الصعبة التي فرضها انتشار وباء كورونا، فما كان من هؤلاء المطربات والمطربين إلا أن تواروا عن الأنظار.
وبعدما سكتوا دهرا نطقوا كفرا، بأن دعوا للغناء على السطوح والنوافذ، في وقت يحتاج فيه الناس مساعدات مادية تساعدهم على تجاوز ضيق وشدة فرضهما هذا العدو الخفي.
و الحقيقة التي يتجاهلها هؤلاء عن قصد، أن الوطنية الحقة تقتضي أن يبادر هؤلاء المغنيات والمغنون المتشدقون بالوطنية في أغانيهم، لتقديم يد العون فعلا وقولا، وهذا ما يقتضيه مبدأ المساعدة وحس المسؤولية اتجاه هذا الوطن الجريح واتجاه من كانوا يدعمونهم ويساهمون في رفع نسب المشاهدة ليستمروا في الريادة، على غرار ما فعل فنانو العالم.
و ليس بالضرورة أن تكون المساعدة بتقديم أموال طائلة، قد تكفي مبادرة إعالة أسرة أو أسرتين، أو التبرع بمبلغ مالي صغير لا يشكل فرقا بالنسبة لهذه الفئة الميسورة، مبلغا تعودت فناناتنا تخصيصه لاقتناء حقيبة يد من ماركة عالمية.
إن الوطن ليس أغنية نرددها أو نستمتع بها أثناء الاستماع إليها ثم لا يكون حب الوطن سلوكا وقيمة فينا.
الوطن ليس أغنية وطنية أو نشيد أو مقال في جريدة أو تحية علم في الطابور المدرسي الصباحي وإنما حب الوطن بحاجة إلى عزيمة وإنسانية وضمير حي وتضحية وعطاء وتظافر جهود وسواعد ومحبة وتسامح وتصالح وفض للنزاعات وعطاء.

مس


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني