كان الكل مصدوما يراقب في ذهول ،غير بعيد عن مسرح العملية مشهدا استمر لساعات ،عناصر البسيج وهم يمشطون منزل مشتبه به اخر ، عادو اليه بالامس، على خلفية توقيف الخلية الارهابية طنجة وادي زم ، وصفت بالخطيرة.
لم يكن ا لفتى المشتبه فيه ، سوى ابن حي دار الضو بمدينة الشهداء، والشريك المفترض لصديقه الموقوف من طرف ذات العناصر يوم الخميس الماضي.
حين غادر البسيج المكان، وهم يحجزون اشياء لم يعرف كنهها ، كانت هناك عدة أسئلة يتقادفها الجيران بين مصدق مصدوم. ومشكك مذهول جراء هدا الحدث الذي وقع بحيهم ، خاصة وأن المعتقلين معروفين بحي دار الضو ولا تبدو عليهما أية ميولات او نزعات اجرامية، اللهم نشأة المعتقل الثاني وسط بيت مشبع ربه بفكر جماعة معروفة بانتقادها للنظام المغربي .
كواليس اليوم التي كانت تتابع اطوار تلك العملية وبعد مغادرة عناصر البسيج للمكان ، ظلت ترصد ذلك الذهول والصدمة، وسط أولئك الجيران ، الذين تحلق بعضهم حول منزل الموقوف الاخير، كان سؤال الجريدة لشاب منهم يحاول جاهدا أن يشرح للمتحلقين به في زاوية اخرى بالحي ، ما وقع حول الموضوع بطريقته الخاصة ، اسمه (ع ك ) حاصل على الإجازة ، في الاقتصاد، هل معنى ان اي شخص طيب او لا تبدو عليه نزعة اجرامية ، لا يمكن أن يتبنى فكرا ارهابيا؟؟؟ اولا هذه هي الفكرة الخاطئة عند عامة الناس، (يقول الشاب) فالأفكار الهدامة للمجتمع، والمتطرفة والتي تكون دخيلة ، على ثقافة الناس وقيمهم ، لا يمكن تقبلها جهرا ، لذلك غالبا ما يلجأ هؤلاء إلى كثمان افكارهم ، والولاء التام للجهة التي تجندهم. لتتفيد مخططاتها الإرهابية بما فيها الاغراء بالمال.مارأيناه اليوم في حي دار الضوء لا يصدقه الكثيرون من سكانه بسبب محدودية اطلاعهم على التطور التكنولوجي وما اصبحت تتيحه الشبكة العنكبوتية من الامكانيات للتواصل مع العالم الخارجي بما فيها المجموعات الإرهابية تحت غطاء معين دون إثارة الانتباه في الاول ، في نظر الناس العاديين ( حتى تكون هاز كلاشنكوف و باين لابس تشامير تع طالبان وطالق لحيا مشعكة عاد اصدقوك)
ثانيا واخيرا ( يضيف ذات المصرح) ان الذي يجهله كثير ممن يثم ايقافهم على خلفية هذه القضايا، ان اغلبهم يسقطون جراء ادمانهم على الانترنيت وبحثهم الدؤوب في محركات البحث عن مواضيع قد تشكل تهديدا لاستقرار المجتمع والدولة. وهو ما يجعل توقيفهم الاستباقي ضرورة حمائية قبل كل شيء.
غادرنا المكان ونحن نبحث عن أجوبة لأسئلة اخرى حول حي اسمه دار الضوء بمدينة الشهداء، آملين اكتشافه (مع ما تبقى لنا من الوقت ) لم نجده سوى حيا هامشيا بكثافة سكانيةتقدر بحوالي 6000 نسمة تقريبا كما (قيل لنا)، يفتقر لابسط المرافق العمومية لا مؤسسات تعليمية، لا فضاءات رياضية للشباب ، فقط منازل تكدست بجانب بعضها عشوائيا لترسم لوحة سريالية،،عن حي حي هش . قابل لانتاج كل ماهو سلبي .
يقول احد قاطنيه وهو رجل ثمانيني،
هاد الحي منهار عقلت عليه اكثر من ستين عام تيتزادو فيه غير الديور، لا مدرسة قريبة لوليدات ، لا حمام ، لا فران..لا طرقان مقادين ...واش جوج طرقان مقدروش هاد الناس اصلحوهم،،،غير لي انتخبناه كيصلح راسو ..ويبان عليه الخير..وهاد الحي ك يبقاى كما هو ..لا خدمة للشباب..انا عندي جوج دراري وصلو لزواج كتصرف عليهم غير ختهم...برا ..هادا ما شي حرام.
حينما كنا نهم بمغادرة الحي المذكور في اتجاه جماعة المعادنة التي اعتقل منها أربعة اخرين ، وردتنا مكالمة من مصدر خاص ان عناصر الضابطة القضائية، اعتقلت من نفس الحي قاصرا بتهمة السرقة الموصوفة من مساكن الغير واشياء اخرى...خبر اخرج مرافقنا سعيد عن صمته
هاد الشي ولا كيخلع، ماعمر هاد الحي وصل لهاد الشي ، معروف عليه الامن وناسو مزيانين،
لي شفناه اليوم كلو بسباب الارناك ( كلمة محلية تعني الابتزاز الجنسي) غير قطعوه عليهم مؤخرا، وبداو الشباب كيقلبوا منين اجبدو لفلوس. هاد الشي خصو حل.
في طريقنا الى جماعة المعادنة ، وبرغم خطورة طريقها التي لا تتسع الا لمرور سيارة بعرض متر ونصف، كان منظر الحقول في منطقة السماعلة التي لبست حلتها الخضراء قد انسانا تلك الكيلومترات العشرين التي قطعناها بسيارتنا ، على موعد مع الهاشمي عبد القادر فاعل سياسي وحقوقي ورئيس سابق لذات الجماعة . وبحجم الكرم الحاثمي الذي استقبلنا به الرجل، داخل منزله بدوار الرمامين ، . كان ايضا. اكثر. حاتمية وسخاء ، في اجابتنا على كثير من التساؤلات حول العملية التي قامت بها عناصر المكتب. المركزي الابحاث القضائية بالمطنقة ، والتي اعتقل بها ثلاتة مشتبه بهم ، و عن سؤالنا حولها ، أبدى السيد عبد القادر كثيرا من الإستغراب حول ما جرى ، واعتبر أن طبيعة السكان . لا يمكن ان تذل على انه هناك. منهم من يقبل. ان يعيش بينهم من يتبنى الافكار المتطرفة، والمنطقة. معروفة جدا بإحدى المواسم الدينية ، وهو موسم حفظة القرآن الذي يقام كل سنة ، ويكرس فيه منظموه مبدأ الوسطية و الاعتدال ، في الاسلام،
غير أن المكان الذي اعتقل منه. أحد المشتبه بهم ، كما قيل، يعيش بمنزل منفرد. ومعزول ، وهو من بين الطلبة الذين ينرددون على دار القرأن تعود لأحد المحسنين المشهورين الاثرياء بالمنطقة الذي يتولى امورها المادية . غير أن وجود هذه الدار في منأى عن وصاية. الجهات المختصة ، يمكن ان يتسلل اليه دخلاء ممن يحملون. هذه الافكار. المتطرفة, وهو ما باث ملزما على كل معني بأمر سلامة البلاد ومواطنيها ان يجد صيغة لتسيير هذه الدار ، التي لا ننكر فضل صاحبها على طلبة القران.
معطى اخر ان الاثنين الاخرين الموقوفين ينتمون إلى جماعة اخرى محادية لجماعة المعادنة ، وهي من بين افقر الجماعات اطلاقا على مستوى الجهة ، لذلك على المنتخبين والفاعلين كل ذي صلة ان يعمل على محاربة كل انواع التهميش والفقر والهشاشة ، في جميع الميادين ..خاصة وانها بعيدة عن وادي زم ،
مما يجعل بعض شبابها يرتمي في احضان الانحراف.
ودعنا عبد القادر وبينما نحن عائدين ، كانت نشرات الأخبار على المدياع ما تزال تتكلم باسهاب عن موضوع الخلية التي فككت بمدينة وادي زم ، لا يعرف حقيقة سكانها المسالمين الذين ينبدون كل أشكال التطرف الا من زارها. برغم واقعها المزري ...غادرناها وفي مخيلتنا سكان كرماء .